الأحد، 25 يونيو 2017

مركز البصيرة -1

(كرررراااش)،،  لا ليس مجددا،  هكذا صحت في حنق لقد انزلقت نظارتي من علي وجهي وتحطمت عدستها اليمني للمرة الالف علي ما اعتقد،  واصبح ذهابي شهريا لمحل النظارات الطبية-لاصلاحي نظارتي- كذهابي الي احدي الجمعيات لصرف المواد التموينية وك انه اصبح ميعادا مقررا علي،،  بعد ان انتهيت من عملي،، مررت علي الفني الذي اعتدت ذهابي اليه ولكنني لم اجد المحل مفتوحا،،   لااااا لقد تذكرت الليلة هي الخميس ليلة راس السنة الجديدة،  مررت علي اكثر من محل ولكن المحصلة واحدة،،  جميع الدكاكين قد اغلقت،، الساعة تقترب من الثانية عشرة لابد انهم جميعا يريدون ان يشاهدوا الاحتفالات علي قنوات الفضائيات،،  اللعنة حتى الاحتفالية لن استطيع ان اشاركهم في مشاهدتها بدون نظارتي،،  ظللت افكر واصب لعناتي في راسي علي الجميع و اركل الاحجار بقدمي  وانا اتلكأ في طريق العودة إلى ان وجدت نفسي اقف امام دكان عتيق مازال مفتوحا لم يغلق بعد ويحمل لافتة قديمة محي الاسم من عليها بفعل الزمان  حتي انه لا يوجد بضاعة يعرضها علي هذه الارفف الزجاجية القديمة القذرة الا،،، هذه النظارة الطبية العتيقة!!!!،،  الحمد لله وجدت احدهم سيصنع لي العدسات ،،  دلفت الي المكان الذي ظننت انه سيكون اكثر دفئا من الخارج لكنني فوجئت بالبرودة تشع من المكان وازداد استغرابي من ضوء المكان الذي يميل الي الاخضرار الباهت،  لم اجد احد في الداخل ولكني كنت اسمع حركة في داخل المعمل،  انتظرت دقائق ثم باغتني هذا القزم رث الملابس،  ربما هو قصير فقط وليس قزما يا الهي لماذا ابالغ الي هذا الحد.،  علي اية حال،  فاجئني هذا الكائن القصير بظهوره دون مقدمات امامي القيت عليه نظرة فاحصة كان رجلا يبدو في اواخر الخمسينات اصلع الجبهة شعره ابيض قصير وملابسه توحي وكانه خرج لتوه من مصباحا سحريا -عدنا للمبالغة مرة اخري-
القيت عليه التحية واخبرته بمشكلتي التي سئمت منها وهي اصلاح عدسة النظارة،  ولكنه بدلا من ان يسالني عن قياس نظري سالني لماذا لا تجري عملية الليزك وتتخلص من النظارة للابد؟ ، لم اجد اجابة لسؤاله ربما لاني اعتدت علي استخدامها لسنوات طويلة،  لم ينتظر اجابتي ومرر لي ورقة صفراء بها اعلان عن مركز (البصيرة) لاجراء عمليات تصحيح الابصار،  اخبرته اني لم اسمع عنه من قبل،  قال لي انه بالدور الاعلي بنفس المنزل،  قال لي لا تتردد تعال لاصحبك اليه فاليوم لدينا خصم استثنائي بمناسبة العام الجديد،  مشيت خلفه كالطفل المسحور وصعدنا سلما قديما ودلفنا الي ما يبدو انه عيادة قديمة عبارة عن غرفة فسيحة بها القليل من الكراسي ويغمرها اللون الاصفر بدءا من جدرانها ولون ارضيتها
لفت انتباهي رجل متقدم في السن يجلس علي كرسي وقد بدا نحيلا للغاية يرتدي قبعة كبيرة لدرجة انها كانت تغطي ملامح وجهه وكان رأسه يهتز في رتابة وهو مائل للامام بحيث تختفي مع زاوية ميله ملامح وجهه،، انتظرت لثواني مرت كانها دقائق  ،  شعرت و كان المكان خارج زماننا الفعلي  ،  المهم،  نعود لاحداث قصتي ال،، حسنا ستعرفون لاحقا
سمعت الفني يناديني كل ادلف لداخل حجرة الطبيب اللذي كان ضخم الجثة و الملامح و اصلع الراس ذكرني برجال العصابات في الافلام العربية القديمة،  تقدمت نحو جهاز معدني غريب يبدو انه جهاز بصريات قديم الطراز و كانه من زمن سحيق وما ساعدني علي هدا التصور هو السطح المعدني النحاسي بالكامل،  تقدمت ووضعت عيني في المنظار المخصص لهما و سمعت الطبيب يطلب من مساعده احضار العجوز المنتظر بالخارج،  و اخبرني ان مسار حياتي علي وشك ان يتغير ظننته يبالغ في اختيار كلماته،  لم اكد احرك لساني لانطق بكلمات تستفسر عن جملته الاخيرة،  الا وشعرت بضوء اخضر شديد يخترق عيناي و شعرت بدوار شديد،  لم افق الا وانا اجد كل ما حولي حالك الظلمة و شعرت بوجود قبعة علي راسي تحسستها فوجدتها تطابق في مخيلتي نفس قبعة العجوز،  استرقت السمع فسمعت اصواتا بالدور الاسفل،  اجل انه صوت الفني يحاول اغراء احدهم بالصعود لعمل العملية،  جلست اهز راسي في رتابة وانا افكر لكم من الوقت سانتظر حتي ياتي احدهم ليحررني من هذا الكرسي،  و كم كان عمر هذا العجوز عندما وجد نفسه جالسا في مكاني قبل ان احرره من لعنته!
.
.
قلم / أحمد العزب